كتب : طارق الجوهرى
باقى أيام قلائل ويسدل الستار على العرض المسرحى الاستعراضى الدرامى الضخم ( زقاق المدق) عن رائعة الاديب العالمى الكبير نجيب محفوظ والتى حولها إلى نص مسرحي ذو رؤيه عصريه الشاعر والكاتب المسرحي الكبير محمد الصواف وحقق أحداثها على المسرح برؤيه ثاقبه المخرج الكبير الدكتور عادل عبده والذى لابد أن نتوقف عنده بعض الوقت
فهذا الرجل منذ أن تولى رئاسة قطاع الفنون الشعبيه والاستعراضيه بوزارة الثقافه الا وحمل على عاتقه مسؤلية إعادة الحياة للمسرح المصرى ككل فقد كان المسرح المصرى يمر بحالة أعياء شديده وصلت الى جدب وقحط شديدين فقد اغلقت مسارح القطاع الخاص أبوابها منذ عدة سنوات وغاب النجوم عن الأضواء بسبب كبر السن أو لعوامل اقتصاديه داخليه تضافر معها أزمات الكورونا وافتقار السياحة المصريه إلى روادها
أما مسرح الدوله فلولا المحاولات القليله التى قام بها المبدع الكبير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج لاكتشاف مواهب جديده مع وجود عرض هنا او هناك ليحيى الفخرانى أو لبعض الهواه لكان المسرح المصرى الان ميتا اكلينيكا ولكن ظهور عادل عبده ودعم خالد جلال ووزراء الثقافه لفكره ونشاطه أعاد الحياه للمسرح المصرى ككل ولمسرح الدوله بشكل خاص فقد شهدنا فى السنوات الثلاث الماضية عروضا مسرحيه ضخمه من حيث الإنتاج والاستعراض مع اعادة اكتشاف نجوما كبار كادوا أن يعتزلوا فرأينا أعمالا ضخمة مثل سيد درويش للمخرج اشرف عزب وبلد السلطان للمخرج محمد حسن وتأليف الشاعر الكبير جمال بخيت وليلة حب عن حياةالموسيقار الكبير بليغ حمدى من إخراج عادل عبده واليس فى بلاد العجائب لمحسن رزق وتغريبة بنت الزناتى وعروض أخرى للمخرجين الكبار عبد الغنى زكى وحسن سعد وهشام عطوه وهشام ابراهيم وغيرهم الكثير ليس هذا فحسب فقد اضيئت كل مسارح مصر مره اخرى واعيدت إليها الحياه وشهدت المحافظات والاقاليم التى كانت محرومه من الثقافة الهادفة نهضة مسرحيه لم نراها منذ زمن بعيد …..عادت الحياه لمسرح محمد عبدالوهاب فى الاسكندريه وشهد عدة عروض مختلفه منها افتتاح زقاق المدق هناك وتألق مسرح جمصه فى شهور الصيف بعدة عروض كان آخرها سمك فى ميه للمخرج هشام ابراهيم وكذلك مطروح ورأس البر كما ابهر الفنان احمد المحلاوى جمهور المنصوره بعرضين مختلفين أحدهما دينى واخر وطنى حتى المجتمعات مثل مدن أكتوبر و ١٥ مايو شهدت عروضا لقطاع الفنون الشعبيه والاستعراض وامتدت العروض إلى الاحياء الشعبيه فشهدنا عروضا مجانيه لنجوم كبار فى حديقة الخالدين بالسيده زينب وارض الوزاره بالطالبية وبعض قصور الثقافه فى القاهره الكبرى والمحافظات المختلفه
أصبح المسرح الاستعراضى فى حالة نشاط دائم لايتوقف مع عادل عبده ..
ومع هذا الحراك المسرحى الكبير شهدنا عوده نجوم كبار ( ابتعدوا جميعا عن الحياه الفنيه ) ولكنهم عادوا إلى ابداعهم الجميل على مسرح الدوله كمحسن محيى الدين ونيهال عنبر وبثينه رشوان ومجدى فكرى وكلهم من نجوم مسرحية زقاق المدق
وهو عمل أن ذكرناه لابد من ذكر كل نجم شارك فيه لانه عمل مشرف جدا للمسرح المصرى ونتمنى أن يجوب كل محافظات مصر بل وكل الدول العربية فهو عمل يمكن أن يصنف كاستثمار وتنميه فهو من عوامل الجذب السياحي كما أنه أعاد ومعه عروضا الجمهور المصرى إلى المسرح وحققت بعض المسرحيات ملايين من الجنيهات كايرادات من شباك التذاكر لاول مره فى تاريخ مصر وهو مايجعلنا نعكف على دراسة التجربه واستثمارها كرافد اقتصادى للموازنه المصريه
لقد قدمت هذه المسرحيه نجوما كبار كل منهم يستحق موضوع فلابد أن نذكر الفنانه دنيا عبدالعزيز التى أثبتت أن نبع الفن الاستعراضى المصرى لاينضب وعطائه مستمر بلاحدود ومعها كريم الحسينى ذلك الفنان الشامل الذى لم نحسن توظيفه حتى الان ليكون نجما عالميا ويكون استثمارا مصريا خالصا
صورة تجمع المبدعين الكبيرين خالد جلال وعادل عبدة
وبالطبع المبدع سيدجبر الذى يملأ المسرح حيويه وحركه وخفة دم وكان أدائه مبهرا فى أكثر من عمل فى الاونه الاخيره والنجم الكبير احمد صادق الذى يحتوى الجميع ويأخذ بيدهم ليؤكد أن الكبير دائما كبير ليثبتوا وجودهم بجواره على المسرح …… أما بهاء ثروت فقد أعاد عادل عبده اكتشافه وكشف عن قدرات لم نراها منه من قبل
وعن قنبله الابداع الذى يحمل اسم الفنان هانى عبد الهادى فحدث ولا حرج بالفعل ادائه سهل ممتنع
وشمس التى جاءت المسرحيه خلفا للنجمه امل رزق فابالفعل أضاءت المسرح بتوهج لايمكن إنكاره
وباختصار مراد فكرى لايمكن وصفه الا بالمبدع الواثق
كذلك ثلاثى الخبره الكبار
الدكتور عبد الله سعد وأحمد شومان وحسان العربى كل منهم مدرسه خاصة لها لون ومذاق لايمكن أن تنساه
ومروة نصير ( حسنيه المفتريه) تشعر وانت تراها أن المؤلف كتب الدور لها خصيصا حتى وإن غابت تظل باقيه تراها فى الدور
يبقى مجموعة الشباب الصاعد احمد طارق والعبقرى عمار واحمد مصطفى وساره هم حقيقة فى أول الطريق ولكنهم على ارض صلبه وطريق ممهد مهده لهم المبدع عادل عبده
ولعلنا نرى منهم نجوما يوما ما وذلك ابداع اخر أن تقدم وجوها جديده لتثرى مستقبل الحياه الثقافيه والمسرحيه فى ظل تنافس رهيب بدأ حولنا باامكانيات هائله وفى ميدان لم يكن فيه سوانا
أنها مرحلة تحدى ولدى مصر من هم قادرين على التحدى