الرئيسية تحقيقات الحمى القلاعية تحت السيطرة .. لقاح مصرى يقهر العترات الجديدة وخط ساخن لخدمة المربين
نجحت وزارة الزراعة فى مكافحة عترة جديدة للحمى القلاعية واردة من الخارج اطلق عليها خبراء معهد بحوث صحة الحيوان والخدمات البيطرية فنزويلا «A»، بجانب عترة جديدة متحورة من إحدى العترات المتوطنة فى مصر من سلالة « A»، وذلك بعد تعرض العديد من مزارع الثروة الحيوانية لخسائر كبيرة فى رؤوس الماشية خلال الفترة السابقة.
وتعد الحمى القلاعية بمختلف عتراتها من أخطر الأمراض الفيروسية التى تصيب الماشية، حيث تنتقل بالهواء وبسرعة كبيرة ويمكن ان تصيب الإنسان، خاصة أن عددًا كبيرًا من المزارع التى أصيبت كانت محصنة، وهو ما جعل خبراء معهد بحوث صحة الحيوان والهيئة العامة للخدمات البيطرية، يتحركون بسرعة لعزل العترات الجديدة فى المعامل المركزية، واكتشاف التحصينات اللازمة للقضاء عليها، لخطورة هذه العترات على توفير الأمن الغذائى بشكل مباشر، حيث تؤثر على عمليات ضخ اللحوم بالأسواق، وتسبب خسائر كبيرة فى الثروة الحيوانية، اذا أهمل المربيون مكافحتها. اخبار الاستثمار اليوم تظهر خطة الزراعة لقهر الحمى القلاعية والفيروسات إلى تصيب الثروة الحيوانية، بجانب جهود الخبراء لتوعية المربين وتوفير الأمصال اللازمة للقوافل البيطرية.
يقول الدكتور عبد الحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، أنه تم رصد عترات جديدة من فيروسات الحمى القلاعية مع بداية مارس 2022، وللأسف اللقاحات المحلية والمستوردة لم تقضى عليها، فكان لابد من عزل هذه الفيروسات بالمعامل المركزية للرقابة على المستحضرات البيطرية واللقاحات، وبعد تحليلها تبين انها من أشرس العترات التى تهاجم الماشية، حيث ان احداها واردة من الخارج وبالتحديد من امريكا الجنوبية، وسميت بـفنزويلا A والأخرى سلالة جديدة متحورة بنسبة 8 % من إحدى العترات المتوطنة فى مصر وسميت بالسلالة A، لافتا إلى انه تم ارسال العينات إلى معامل اللقاحات البيطرية، وشركة ميفاك الوطنية المتخصصة فى انتاج اللقاحات لابتكار لقاح جديد يقضى على كافة فيروسات الحمى القلاعية المتوطنة والواردة والمتحورة، بهدف حماية الثروة الحيوانية فى مصر.
الخط الساخن لتحصين الحيوانات ضد الحمى القلاعية
واوضح رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أنه تم انتاج نحو 4 ملايين جرعة من العقار الجديد، لبدء الجملة القومية للقضاء على عترات الحمى القلاعية، وتم ارسال اللقاح لمعامل تقييم اللقاحات للتأكد من فاعليته والاستقرار على كمية الجرعات واوقاتها الزمنية، كما تم تفعيل الخط الساخن برقم 19561 للرد على كافة استفسارات المربين والتوجه اليهم من أقرب وحدة بيطرية لتحصين حيواناتهم من عترات الحمى القلاعية المتوطنة والجديدة والمتحورة، لافتا إلى انه تم تحديث كافة التحصينات المحلية التى كانت موجودة قبل ظهور العترات الجديدة بحيث تصبح التحصينات لكافة العترات التى تهدد الثروة الحيوانية، مع التأكيد على المربين بضرورة اتباع اشتراطات الأمان الحيوى بالمزارع، وتحصين الماشية فى الأوقات التى يحددها الأطباء البيطريين.
وكشف الدكتور سعيد البندارى خبير مفتشى اللحوم بالتموين سابقا، ان الحمى القلاعية مرض فيروسى سريع الانتشار عبر الهواء، ويصيب الحيوانات ذات الحافر المشقوق مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال والأفيال، ويوجد له اكثر من 7 سلالات بخلاف العترات المكتشفة حديثا، وكلها تفتك بالماشية عند اهمال القيام بالتحصينات اللازمة، وتختلف شدة أعراض المرض تبعاً لنوع السلالة الفيروسية المسببة له، وهو ما ظهر واضحا من خلال عترات الحمى القلاعية المكتشفة هذا العام والتى اثرت بشكل سيئ على القدرة الإنتاجية للمزارع فى بعض المحافظات خاصة فى الشرقية والغربية، لافتا إلى ان أبرز الأعراض التى تصاب بها الماشية هى فقدان الشهية وارتفاع درجات الحرارة وتورم كاحل الحيوان المصاب، مما يؤثر على انتاجية الحيوان المصاب من اللحوم والألبان، خاصة ان نسب الوفاة فى فى الماشية الصغيرة بلغت من 10 إلى 20 % أما فى الماشية الكبيرة فهى لا تتعدى 5 % بحسب الحالات التى تم رصدها فى معظم المحافظات داخل المزارع المصابة، بجانب أن حالات النفوق للماشية المصابة تنتشر فى الماشية الصغيرة نتيجة ضعف المناعة، لأن من اعراض المرض تسببه فى أزمة تنفسية كبيرة مما يؤدى للوفاة بعد فترة قصيرة، وهو ما جعل وزارة الزراعة تقوم بالحملة القومية لتحصين الماشية فى جميع المحافظات باللقاح الجديد الذى تم انتاجه محليا للسيطرة على جميع عترات الحمى القلاعية وانقاذ الملايين من رؤوس الماشية.
الحمى القلاعية مرض خطير
وأضاف الدكتور سعيد البندارى أان الفيروس يوجد فى الحيوانات المريضة داخل الحليب والبول والبراز ويسبب السيلانات الفموية بسبب العلف الملوث بالفيروس او من خلال المياه الملوثة ويمكن انتقاله من خلال أرجل الحيوانات المصابة او الهواء او من خلال الغذاء او ملامسة العين ومن اشهر اعراض المرض تكوين فقاعة مائية من 24 إلى 48 ساعة من لحظة دخولة الجسم، ثم يعقبها ارتفاع فى درجة حرارة الحيوان المصاب لأكثر من 30 ساعة، وفى هذه الفترة يفرز الحيوان الفيروس من خلال اللعاب واللبن والبراز، ثم ينتشر اللعاب من فم الحيوان بشكل كبير وواضح ليبدأ بعدها الحيوان فقدان الشهية والامتناع عن الطعام، بعد انتشار هذه الفقاعات فى الفم واللثة وانفجارها محدثة قرح شديدة، بخلاف تقرحات على اقدام الحيوانات تمنعها من الحركة.
إجراءات عاجلة لمواجهة الحمى القلاعية
ولفت الدكتور سعيد إلى ان بداية علاج عترات الحمى القلاعية يكون بالانتظام فى اخذ جرعات التحصين 3 مرات سنويا لزيادة مناعة الحيوان، وتتبع نظام الآمان الحيوى بالمزارع وعمل احتياطات التطهير والنظافة فى المزارع، بخلاف الحقن بخافضات الحرارة وغسل الفم بمحلول الشبة 1% او حمض البوريك مع الدهان بمرهم البوريك ايضا مع كلورات البوتاسيوم بنسبة 1 الى 10 لمعالجة القروح، كما يمكن استخدام ماء الخل بنسبة 5 % 3 مرات يوميا، مع دهان الجروح بالأكتيول مع الجليسرين بنسبة 1 إلى 1 او استخداممرهم الزنك وتنظيف قروح القدم بمحلول كبريتات النحاس بنسبة 10 % مع استمرار التغذية بعليقة طرية سهلة الهضم، والانتظام فى تعاطى المضادات الحيوية التى تختلف باختلاف صحة الحيوان ودرجة تحملة.
تحديث الفيروسات
واشار الدكتور محمد ابو العز استاذ الأمراض المعدية بطب بيطرى جامعة السادات، ضرورة تحديث التحصينات المحلية للفيروسات التى تصيب الثروة الحيوانية، واضافة العترات الجديدة التى ظهرت للحمى القلاعية، لتحجيم اى فرصة لعودة العدوى مرة اخرى للثروة الحيوانية فى مصر، لافتا إلى ان التحاليل التى قام بها خبراء معهد صحة الحيوان والخدمات البيطرية والأمصال اثبتت ان العترات الجديدة للحمى القلاعية، احداها من امريكا الجنوبية، والأخرى نتيجة تحور سلالة متوطنة فى مصر، وقد استخدم الباحثين اجهزة دقيقة لعزل هذه الفيروسات، الأمر الذى يؤكد خطورة جلب رؤوس الماشية من الخارج، خاصة فى المناشئ التى يصعب التأكد فيها من اصابة الماشية فى مراحلها الأولى، مع ضرورة حذر استيراد الماشية من الدول الموبوءة، او التى ظهر فيها المرض.
حملات القضاء على الحمى القلاعية مستمرة
ونوه الدكتور ممتاز شاهين رئيس معهد صحة الحيوان، ان الحملات البيطرية مستمرة فى نطاق الحملة القومية للقضاء على الحمى القلاعية والوادى المتصدع بجميع المحافظات، بجانب توعية المربين بخطورة الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع، وكيفية الوقاية منهم، مع التأكيد عليهم بأهمية إتباع نظم الأمان الحيوى بالمزارع والحفاظ على نظافة الحظائر، لافتا إلى ضرورة قيام المربين بعمل ترقيم لحيواناتهم التى تم تحصينها للحفاظ على الماشية بالتنسيق مع المعامل الفرعية المنتشرة على مستوى الجمهورية، والتى تزور القرى بالمحافظات لمتابعة تحصين المربين لحيواناتهم، وذلك بالتعاون مع مديريات الطب البيطرى والمعامل الفرعية التابعة لوزارة الزراعة.
3 مرات سنويا
واكد الدكتور محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة، ان الوزارة تهتم بدعم مربى الماشية من خلال تفعيل برامج علمية لتحسين انتاج السلالات البلدية من اللحوم والالبان ودعم الثروة الحيوانية بأفضل السلالات العالمية المنتجة للألبان واللحوم بهدف زيادة حجم الانتاج ومضاعفة ما يتم ضخه بالأسواق، لافتا إلى ان حملات التحصين الحيوانات ضد الأمراض مستمرة للحفاظ على الماشية بالتنسيق مع معهد البحوث للأمصال الوقائية، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، كما يتم تحصين الحيوانات بجميع المحافظات 3 مرات خلال العام الواحد، بهدف زيادة مناعة العجول والأبقار بجانب توعية المربين، حيث تم تحصين ما يقرب 2.8 مليون رأس ماشية حتى الأن، بخلاف توفير 4 ملايين جرعة لقاح للعترات المختلفة، تم توزيع 3 ملايين منها على المديريات بجميع المحافظات، كما يوجد 700 ألف لقاح احتياطى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية.
خطة الوزارة
وشدد القرش أن وزارة الزراعة اعدت خطة لإنشاء قواعد بيانات للثروة الحيوانية، من خلال تفعيل منظومة التسجيل والترقيم بعد القيام بالتحصينات، بهدف زيادة عدد رؤوس الماشية وتقوية مناعتها وطرح المزيد منها بالأسواق خلال المواسم المختلفة، لافتا إلى أن الوزارة مستمرة فى حملات التحصين لمزارع والماشية بالمحافظات وذلك بالتنسيق مع معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، والهيئة العامة للخدمات البيطرية ومعهد بحوث صحة الحيوان.