اعلن الموقع الرسمي للتصنيف الدولي للجامعات لعام2024بأن 20جامعة مصرية هى افضل2000 جامعة على مستوى العالم
جاءت 20 جامعة مصرية ضمن أفضل 2000 جامعة على مستوى العالم، بحسب قائمة الموقع الرسمي للتصنيف الدولي للجامعات لعام 2024. وارتقت جامعات القاهرة وعين شمس والمنصورة الرائدة محليا والجامعات المصرية الأخرى على جدول التصنيف من العام الماضي، في خطوة ثمنها وزير التعليم العالي والبحث العلمي أيمن عاشور واعتبرها علامة على “جهود الجامعات المصرية في اتباع سياسات تعليمية وبحثية تتوافق ومعايير التصنيف الدولية، الأمر الذي يضع الجامعات المصرية في مكانة مرموقة لتنافس كبريات الجامعات الدولية”.
رؤية أداء الجامعات المصرية في تحسن خبر سار بلا شك، ولكن ما هو التصنيف العالمي للجامعات؟ وماذا يقيس؟ وما أهميته؟ نحاول اليوم معرفة لماذا يحظى تحرك الجامعات المحلية على جدول التصنيف العالمية صعودا أو هبوطا بهذا القدر من الاهتمام.
هناك العديد من أنظمة التصنيف العالمية وتتزايد مع كل عام.. لكن ثلاثة منها تعد الأكثر أهمية، وهي تصنيف كيو إس لأفض ل الجامعات عالميا وتصنيف التايمز للجامعات العالمية والتصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية (أو تصنيف شنغهاي).
هل يعني التصنيف الأفضل تعليما أفضل؟ الحقيقة أنه ليس بالضرورة، فكل نظام تصنيف عالمي يقيس عوامل مختلفة ويعطي وزنا نسبيا لكل عامل يختلف عن الآخر، وفي الغالب يكون البحث العلمي وليس التعليم هو العامل الرئيسي. فعلى سبيل المثال، يعد عدد مرات الاستشهاد بأبحاث الجامعة العامل الأهم في تصنيف التايمز للجامعات والتي تمثل 60% من الوزن النسبي للتصنيف. أما في تصنيف شنغهاي فيمنح نسبة 90% من التصنيف على عدد خريجي الجامعة الحاصلين على جوائز مرموقة مثل جائزة نوبل، وكذلك البحث العلمي والاستشهادات بالأبحاث. وفي تصنيف الموقع الرسمي للتصنيف الدولي للجامعات الذي بين أيدينا يمثل البحث العلمي والاستشهادات بالأبحاث وجوائز هيئة التدريس 50% من التصنيف. ولا يغرد خارج هذا السرب سوى تصنيف كيو إس الذي يعطي وزنا نسبيا 20% فقط للأبحاث والاستشهادات.
يجعل أسلوب التصنيف بعض الجامعات، لا سيما الجامعات الخاصة، في أسفل القائمة، فنرى كثيرا من الجامعات المصرية الخاصة متخلفة عن نظيراتها الحكومية، لأن الجامعات الحكومية تولي أهمية لإنتاج الأبحاث. ولا يؤثر أيضا تركيز الجامعات الخاصة في المقام الأول على جودة التدريس والتجربة الطلابية، خاصة قبل التخرج، على مكانتها في قائمة التصنيف.
بلغة الأرقام: ضم التصنيف الأخير للموقع الرسمي للتصنيف الدولي للجامعات جامعتين خاصتين من العشرين جامعة مصرية في القائمة، حيث حلت الجامعة البريطانية في المركز الخامس عشر والجامعة الأمريكية في المركز التاسع عشر، وذلك رغم السمعة الرفيعة التي تتمتع بها الجامعتان محليا.
رفع تصنيف الجامعات المصرية جزء مهم أيضا من أهداف الحكومة لقطاع التعليم: تستهدف الحكومة رفع عدد الجامعات المصرية الممثلة في تصنيف كيو إس لأفضل الجامعات عالميا إلى 28 جامعة، من التمثيل الحالي البالغ 15 جامعة في قائمة عام 2024، بحلول نهاية ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي الثالثة.
نمضي على الطريق الصحيح حتى الآن: فقد أضاف تصنيف التايمز للجامعات 12 جامعة مصرية جديدة إلى قائمته ليرتفع العدد إلى 38 جامعة محلية. كما ارتفع تصنيف جامعة القاهرة التي تتصدر الجامعات المصرية دائما إلى المرتبة 371 في تصنيف كيو إس لعام 2024 بعدما كانت تحل في المرتبتين 551 و560. وبشكل عام، تحسن تمثيل الجامعات المصرية بشكل كبير عما كانت عليه قبل عقد من الآن، إذ ظهر في تصنيف الموقع الرسمي للتصنيف الدولي للجامعات زيادة بنسبة 400% في عدد الجامعات المصرية المصنفة في عشر سنوات فقط ويبدو أن الجامعات تتزايد في القائمة عاما بعد عام.
مساع لتحسين التصنيف: التقى وزير التعليم العالي مع المدير الإقليمي لمؤسسة التايمز البريطانية للتعليم العالي تريستان هورليك، لبحث سبل تحسين مراكز الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية.
ما زال المشوار طويلا: ما زال الإنفاق العام على التعليم بشكل عام والبحث العلمي بشكل خاص دون المستوى المطلوب لرفع تصنيف الجامعات المصرية رغم ما شهده من زيادات خلال السنوات الماضية، حسبما أخبرنا مصدر في وزارة التعليم العالي. مضيفا أن “الإنفاق على المنظومة التعليمية وإتاحة المجال للقطاع الخاص واستقطاب جامعات دولية والتوسع في ربط المناهج بالبحث العلمي واحتياجات سوق العمل ستشهد مزيدا من التحسن في الأعوام المقبلة”.