تخلص المضاربون من أصولهم النفطية وسط انهيار الأسعار، تاركين السوق في أشد الحاجة للسيولة، حسبما ذكرت بلومبرج. يبحث المستثمرون عن مخرج بعد أسبوع من الانخفاضات التي دفعت في وقت ما أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى 63.64 دولارا للبرميل، والذي يعد مستوى منخفضا لم نشهده منذ أواخر عام 2021. وتخلى مديرو الأموال عن مراكز الشراء الصافية بنسبة 19% تاركين السوق “للخوارزميات أو المتداولين القائمين على الزخم”، ما يعزز احتمالية أن تشهد السوق المزيد من التقلبات.
العدوى قد تطال أسواق أخرى؟ لم نصل إلى تلك النقطة بعد، ولكن إذا انخفض النفط إلى ما دون 63 دولارا للبرميل، فسيمتد الأمر إلى أسواق أخرى – حتى الأسهم، وفق ما قاله أحد المحللين، مضيفا أن “النفط يغري المضاربين عندما ترتفع أسعاره.. إنهم بحاجة لرؤية سوق أكثر منطقية”. سيبحث الراغبون في الشراء عن تباطؤ في الإنتاج الروسي أو انتعاش في الطلب الصيني قبل عودتهم مجددا،
وكذلك انخفضت أسعار الغاز الأوروبية: انخفض مؤشر “تي تي إف” الأوروبي القياسي للغاز إلى مستوى 35.2 يورو للميجاوات ساعة يوم الجمعة – ما يعد أدنى مستوى للمؤشر منذ يوليو 2021 – بعد شتاء معتدل وسط نجاح القارة في إيجاد مصادر بديلة للغاز وخطط توليد المزيد من الطاقة المتجددة، حسبما ذكرت فايننشال تايمز. يأتي ذلك مقارنة بأعلى مستوى للمؤشر على الإطلاق عند 350 يورو للميجاوات ساعة والذي سجلته أسعار الغاز الأوروبية الصيف الماضي، عندما خفضت روسيا صادراتها من الغاز الطبيعي وسط الحرب في أوكرانيا.
ولكن، الأمر يحمل بشرى بشأن التضخم: أدى انخفاض أسعار الغاز إلى توقع البعض أن التضخم المرتفع الذي ضرب معظم الأسواق الرئيسية خلال العام الماضي قد يبدأ الانحسار الآن، مما دفع البنك المركزي الأوروبي لرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط هذا الأسبوع بعد موجة من الزيادات الأكبر في أسعار الفائدة بهدف الحد من نمو الأسعار.