هناك ٧ مؤشرات عادة ما تسبق انهيار سعر الجنيه مقابل الدولار و حتي الان هذه المؤشرات لم تصدر انذارا بذلك و كل ما تصدره من إشارات يشير الي ضعف و تذبذب و ليس انهيار و هناك فارق كبير بينهما.
ال٧ مؤشرات هم…
١. معدل النمو السنوي في السيولة بالجنيه المصري و التي تشمل بنكنوت متداول في السوق و ودائع بالعملة المحلية يتراوح قرب ال١٥% و هو حاليا مرتفع قليلا عن هذا الرقم و لكن هناك بطء في حركة انتقال السيولة من يد ليد و هو ما يعرف ب low velocity of circulation،
٢. نسبة السيولة بتعريفها المشار اليه اعلاه الي احتياطي البنك المركزي مقوما بالجنيه تتراوح حول ٣ الي ٤ مرات. فكل فترات انهيار الجنيه في الماضي سبقها ارتفاع هذه النسبة الي ٨ و ١٠ مرات مما كان يعني ان معروض ضخم من المصري يطارد معروض ضئيل من الدولار. النسبة الان في حدود ٤ مرات و هذا جيد.
٣. تكلفة التأمين ضد مخاطر تخلف الدولة عن سداد السندات الدولارية و المعروف بالCDS Spread. التكلفة حاليا تقارب ٧% من أصل الدين و هي مرتفعة قليلا عن متوسط مصر الذي يقارب ال٣ الي ٤% و هو يشير الي ضغوط التخارج من أدوات الدين المصرية نتيجة توترات المنطقة.
٤. سعر الفايدة الحقيقي (يساوي سعر الفايدة الاسمي الان مخصوما منه معدل التضخم المتوقع بعد عام) يكون موجبا و بنسبة مرتفعة تقترب من ال٢% او اكثر. و هذا هو الوضع الآن بعد رفع الكوريدور ب٨%.
٥. سعر صرف الجنيه الحالي متوافق مع تراكم فوارق التضخم بين مصر و الولايات المتحدة الأمريكية علي مدار فترة زمنية كبيرة مثل ٤٠ عاما. و هذا هو الحال بالفعل و بالتالي ليس هناك تشوه يذكر في سعر الصرف طبقا لنظرية تعادل القوة الشرائية او الPPP.
٦. توازن صافي الأصول و الخصوم الأجنبية في القطاع المصرفي. الان هناك فائض يقارب ال١٣ مليار دولار نتيجة تراكم تدفقات الأموال الساخنة و بالتالي هناك ١٣ مليار دولار جاهزة للخروج بدون الاخلال بهذا التوازن.
٧. وتيرة النمو في صافي مطلوبات المركزي من الحكومة منخفضة او تقارب الصفر و الذي يشير بلغة اكثر بساطة لما يعرف بطباعة البنكنوت لتمويل عجز الموازنة. و من الواضح أن هذا الرقم مستقر منذ توقيع مصر علي الاتفاقية المعدلة مع الصندوق في مارس ٢٠٢٤.
و كل هذه البيانات متاحة و يمكن تحليلها تاريخيا لمعرفة كيف كان وضعها قبيل أزمات سعر الصرف و قبيل فترات الاستقرار.
و لذا فمن الهام جدا الحفاظ علي التوازنات أعلاه حتي لا تتحول أزمات مؤقتة الي اختلالات هيكلية لا قدر الله.
هام جدا منقول عن هاني جنينة