أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى فقدان نسبة من مياه الأنهار الجليدية وذوبان القمم المتجمدة بوتيرة غير متوقعة في سويسرا، وهو ما يهدد أساليب الزراعة المعتادة ويغير شكل قمم الجبال الجليدية التي تميز البلاد، بحسب نيويورك تايمز. كما أن التغير في المناخ يؤثر على الفلاحين المسؤولين عن صناعة الألبان في سويسرا، والتي تدخل في صناعة الجبن والشوكولاتة الشهيرة أيضا.
تهديد التراث الثقافي: الأخطار الناجمة عن التغير المناخي لا تهدد طبيعة الجبال السويسرية الساحرة فحسب، بل تمتد إلى بلاد وممارسات عالمية أخرى، مثل صناعة الجبن والنبيذ فرنسا. وتعطل إنتاج جبن الساليرز الفرنسي الشهير لأول مرة منذ ألفي عام في 2022 بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما يضطر صانعو النبيذ في بوردو إلى هجر مزارع العنب للسبب ذاته كذلك.
المياه العذبة في خطر: تتعرض مصادر المياه العذبة التي تعتمد عليها أوروبا في الشرب والزراعة والتصنيع للخطر بسبب تغير المناخ والتلوث وعوامل أخرى، بحسب الوكالة الأوروبية للبيئة. ومع ارتفاع درجات الحرارة في سويسرا بمعدل ضعف المتوسط العالمي، تقلص حجم الأنهار الجليدية بنسبة 10% خلال العامين الماضيين فقط، وهو نفس المعدل الذي استغرق 30 عاما بين 1960 و1990، بحسب الأكاديمية السويسرية للعلوم.
كوارث طبيعية أخرى في الطريق: تعد سويسرا بمثابة “خزان مياه أوروبا”، إذ يغذي الجليد الذائب أنهارها التي تجري في أنحاء القارة. ومع ارتفاع وتيرة الذوبان، من المحتمل وقوع كوارث طبيعية أخرى مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية.
ما العمل؟ تمارس المنظمات غير الحكومية ضغوطا على الاتحاد الأوروبي لوضع قانون معالجة أزمة المياه والتغير المناخي، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة. وحدد مؤتمر الأمم المتحدة للمياه عام 2025 باعتباره السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية، مع العمل على وضع خطة لمعالجة آثار التغيرات الجليدية على المجتمع والموارد المائية.
تختلف أحوال المناخ في الجبال باختلاف المناطق، ولذلك تجد كثيرا من المزارعين يضطرون إلى تقليل فترة الرعي الصيفية بسبب الجفاف، بينما يستفيد آخرون من ارتفاع إنتاجية حقولهم ويؤجلون وقت عودتهم إلى الوديان. ولكن في النهاية باتت أغلب الممارسات التقليدية التي يعتمد عليها الفلاحون لكسب العيش مهددة.